ارتفعت نسبة النساء المدمنات على المخدرات والكحول في الإحصائيات، مما أثار قلقًا كبيرًا وحاجة لفهم أسباب هذه المشكلة واستكشاف وسائل العلاج المناسبة. يبدو أن هناك عالمًا موازيًا للنساء والفتيات المدمنات، حيث يتضمن ذلك تعاطي مختلف المواد المخدرة مثل الحشيش والترامادول والهيروين، بالإضافة إلى استهلاك المسكنات والمهدئات والكحول، فضلاً عن أنواع أخرى من الإدمان كالتسوق الزائد وإدمان الإنترنت والهواتف الذكية.
لحل هذه المشكلة المتنوعة والمعقدة، يعتبر برنامج الإقامة الكاملة للنساء المقدم من مؤسسة البيت الآمن حلاً فعّالاً. يتميز هذا البرنامج بالسرية والأمان، حيث يتضمن إشرافًا طبيًا من قبل فريق متخصص مكون من طبيبات متخصصات في مجال علاج الإدمان والصحة النفسية. يوفر البرنامج بيئة تسمح للمريضات بتجاوز مراحل العلاج براحة وأمان تامين.
بالإضافة إلى ذلك، يُعزز برنامج الإقامة الكاملة للنساء فرص نجاح التعافي الكامل، حيث يتمتع بوجود مراكز مخصصة لعلاج العملاء تمامًا عن مراكز الإقامة للرجال أو برامج نصف الإقامة. وتوفر المؤسسة خدمة استضافة الأطفال للفتيات والسيدات المشتركات في البرنامج، مما يسهل التعامل معهن ويساعد في متابعة الأبناء، خاصة إذا كانوا في سن صغيرة.
هذا البرنامج يمثل خطوة مهمة نحو الشفاء الكامل واستعادة الثقة في الحياة، ويعكس الالتزام الراسخ لمؤسسة البيت الآمن بتقديم الدعم والمساعدة الشاملة للنساء المحتاجات إليهن في رحلتهن نحو التعافي.
برنامج الإقامة الكاملة للنساء
برنامج الإقامة الكاملة المقدم من مؤسسة البيت الآمن للطب النفسي وعلاج الإدمان يشمل برنامج تأهيلي متكامل يهدف إلى مساعدة النساء على استعادة حياتهن اليومية بشكل صحيح وتطوير مهارات جديدة تمكنهن من التفاعل بفاعلية مع المجتمع وتحقيق أهدافهن بإيجابية. يتضمن هذا البرنامج جلسات فردية وجماعية مع مختصين متمرسين في مجال العلاقات الاجتماعية وتطوير الذات، حيث يتم تقديم النصائح والتوجيهات اللازمة لتعزيز الثقة بالنفس وتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.
بالإضافة إلى ذلك، توفر مؤسسة البيت الآمن فريقًا طبيًا متخصصًا على أعلى مستوى في مجال العلاقات الزوجية، حيث يعمل هذا الفريق على تصحيح المسار وإعادة ترتيب الأمور الأسرية إلى وضعها الطبيعي. يتم تقديم جلسات استشارية للأزواج والعائلات لفهم التحديات والمشاكل التي نشأت نتيجة لتعاطي المخدرات، وتطوير استراتيجيات للتعامل معها بشكل فعال.
كما يُعنى الفريق الطبي المتخصص بإزالة العقبات التي نتجت عن تعاطي المخدرات للأمهات والبنات والأخوات، من خلال تقديم الدعم النفسي والعلاجي المناسب وتوجيههن نحو الطريق الصحيح لتحقيق التعافي والشفاء الكامل. يهدف هذا الجانب من البرنامج إلى تقديم الدعم الشامل للمريضات وعائلاتهن لتحقيق التوازن والاستقرار في الحياة اليومية بعد العلاج.
مرحلة السموم في البرنامج العلاجي
برنامج سحب السموم يعد خطوة أساسية في رحلة علاج الإدمان، ويبدأ بتقديم تقييم وتشخيص دقيق لحالة المريضة من قبل الفريق الطبي المتخصص. يتم تحديد البرنامج العلاجي المناسب لها استنادًا إلى هذا التقييم، مما يضمن تقديم الرعاية الملائمة والفعالة لحالتها.
تبدأ رحلة العلاج بمرحلة سحب السموم، حيث يتم إزالة المواد السامة والمخدرات من جسم المريضة. تستمر هذه المرحلة الأولية عادة لمدة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام، وتتم برعاية ومتابعة طبية مستمرة على مدار الساعة. يتم استخدام أساليب سريعة وفعالة لسحب السموم دون تسبب ألم للمريضة، مع استخدام أدوية طبية خاصة للتخفيف من أعراض الانسحاب ومكافحة الآثار الجسدية والنفسية الناتجة عن التوقف المفاجئ عن تعاطي المخدرات.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تقديم أدوية لعلاج الاكتئاب، حيث تعاني معظم المرضى المدمنات من أفكار انتحارية نتيجة للتوقف المفاجئ عن تعاطي المخدرات. تقدم هذه الأدوية الدعم اللازم للمريضة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة وتحسين حالتها النفسية. يتم تنظيم هذه العمليات الطبية بعناية فائقة لضمان سلامة وراحة المريضة خلال مرحلة سحب السموم وبعدها.
إعادة التأهيل في برنامج إقامة الفتيات
في مرحلة إعادة التأهيل النفسي، تصل الفتاة أو السيدة إلى نقطة حاسمة في عملية علاج الإدمان، حيث يتم توجيهها للتغلب على الأنماط الضارة وتطوير مهارات جديدة تمكنها من التفاعل بشكل صحيح مع الحياة وتحقيق أهدافها بطريقة إيجابية. تشمل هذه المرحلة وضع خطة علاجية شاملة بإشراف فريق متخصص من المختصين في التأهيل النفسي والسلوكي.
تعتمد خطة العلاج على مزيج متنوع من البرامج والمنهجيات الحديثة، بما في ذلك البرامج المعرفية السلوكية التي تهدف إلى تغيير الأفكار والسلوكيات الضارة، وبرامج الدعم الذاتي والروحي التي تعزز النمو الشخصي والروحي، وبرامج الـ 12 خطوة التي توفر بيئة داعمة وتعاونية للمريضة في مواجهة التحديات وتحقيق التعافي.
تُعتبر هذه المرحلة جزءًا أساسيًا من عملية علاج الإدمان على المخدرات، حيث يتم تمكين المريضة من اكتساب القوة النفسية والمهارات الضرورية للتغلب على التحديات وتحقيق النجاح في الحياة بعد العلاج. يتم خلال هذه المرحلة وضع الأسس والتحضيرات اللازمة لعودتها إلى المجتمع بثقة وثبات، وتكوين علاقات صحية وإيجابية، وتحقيق النجاح في مجالات حياتها المختلفة.
المتابعة المستمرة بعد التعافي للنساء
بعد إتمام مرحلة العلاج، تبدأ مرحلة المتابعة للنساء والفتيات اللاتي تعافين من الإدمان. فمع مرور الزمن، قد تظهر تحديات جديدة قد تؤدي إلى الانتكاس والعودة إلى سلوكيات التعاطي الضارة. لتفادي ذلك، تقدم مؤسسة البيت الآمن خدمة المتابعة الخارجية للنساء، وهي خدمة تهدف إلى دعم المتعافين ومساعدتهم في مواجهة التحديات والبقاء بعيدًا عن مخاطر الإدمان والمخدرات. تشمل هذه الخدمة عدة جوانب، بما في ذلك:
- الدعم النفسي والاجتماعي: يتلقى المتعافين الدعم اللازم من فريق مختص يوفر لهم الدعم النفسي والاجتماعي الضروري لمساعدتهم في التكيف مع حياتهم بعد التعافي.
- الإرشاد الأسري: يتم تقديم الإرشاد والتثقيف لأفراد العائلة لمساعدتهم في فهم كيفية دعم المتعافين وتشجيعهم على عدم التخلي عنهم أبدًا.
- العناية بالصحة النفسية: يتم تقديم خدمات العلاج والاستشارة النفسية والعقلية لمعالجة الاضطرابات النفسية الناجمة عن تعاطي المخدرات أو الكحول.
بالإضافة إلى ذلك، تشجع مؤسسة البيت الآمن المتعافين على الاستمرار في العلاج والمتابعة الدورية للحفاظ على استقرارهم وتعزيز نمط حياتهم الصحي.
في النهاية، عزيزتي، فأنت الآن على مشارف التعافي، ويمكنك مواجهة التحديات والصعوبات بثقة وإيجابية. تذكري أن فريق مؤسسة البيت الآمن هنا لدعمك ومساعدتك في كل خطوة على طريق الشفاء. لا تفقدي الأمل، فنحن هنا لنعاملك كأحد أفراد عائلتنا ونقدم لك كل الدعم الذي تحتاجينه في هذه الرحلة الصعبة. لن نتخلى عنك حتى لو تخليت انت عن نفسك.