السلوك الإدماني هو نمط من السلوكيات المميزة التي يتبعها المدمنون، والتي تتسم بالاعتماد المفرط على تعاطي المواد المخدرة كوسيلة للتعامل مع الضغوط النفسية والعواطف السلبية. يمكن أن يكون هذا التحدي جديدًا في رحلة التعافي من إدمان المخدرات، حيث يمثل العودة إلى السلوك الإدماني خطرًا كبيرًا على استقرار المتعافين.
في بعض الأحيان، يتجاهل الأفراد الذين يخضعون للعلاج في مراكز مختصة أو يتابعون برامج العلاج اللازمة حقيقة أن العودة إلى الإدمان يمكن أن يكون ممكنًا وممكنًا للتكرار. ينشأ السلوك الإدماني من الرغبة المزيفة في تخفيف الشعور بالذنب، والسيطرة على المزاج، والهروب من القلق والخوف والتوتر.
لذلك، يعد فهم السلوك الإدماني ومعالجته جزءًا أساسيًا من عملية العلاج والتعافي. يجب على المتعافين أن يتعلموا استراتيجيات جديدة للتعامل مع الضغوط النفسية والعواطف السلبية بدلاً من اللجوء إلى التعاطي. يشمل ذلك تطوير مهارات التحكم في المشاعر، وتعزيز الوعي بالذات، والعمل على تغيير أنماط الفكر السلبية.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي للمتعافين البقاء على اتصال بالدعم النفسي والاجتماعي المتاح لهم، سواء كان ذلك من خلال متابعة جلسات العلاج الفردي أو الجماعي، أو من خلال الانخراط في مجتمع الدعم المحلي. تعتبر هذه الخطوات ضرورية لمساعدة المتعافين على البقاء على الطريق الصحيح وتجنب السقوط مرة أخرى في دوامة الإدمان.
مراحل برنامج علاج المنتكسين
برنامج منع الانتكاسة المتخصص في مؤسسة البيت الآمن يعتبر واحدًا من أفضل البرامج المتاحة لمنع عودة الأفراد إلى سلوكيات الإدمان. يقدم هذا البرنامج استراتيجيات وأدوات للوقاية تشمل العلاج السلوكي المعرفي وغيره من العلاجات المناسبة للحالة. الجوهر الأساسي لهذا البرنامج يكمن في قدرته على التكيف مع مختلف أنواع السلوكيات الإدمانية، سواء كانت تتعلق بالمخدرات أو العلاقات أو الجنس أو القمار أو أي نوع آخر من الإدمان.
تحدد البرنامج أهدافًا واضحة لتحقيق نتائج ملموسة، ويعتمد على أسس أساسية تتطلب التوجيه من قبل محترفين في مجال علاج الإدمان. يمكن تنفيذ البرنامج بشكل فردي أو جماعي من خلال محاضرات أو جلسات جماعية. يهدف البرنامج إلى مساعدة الأفراد في التعرف على مسارات التفكير التي تسبب مشاكلهم وكيفية التغلب على الأفكار السلبية التي تؤثر على فترة العلاج وتؤدي بهم إلى الانتكاس بعد التعافي.
يعمل الفريق الطبي المتخصص في مؤسسة البيت الآمن على تطوير مهارات الأفراد مثل إدارة الوقت واتخاذ القرارات وخلق حياة متوازنة، كما يساعدهم في التعامل مع الضغوط والصعوبات الاجتماعية التي يمكن أن تؤدي إلى مشاعر سلبية وتوتر. توفير هذه الدعم الشامل والتوجيه الفردي يساعد الأفراد على البقاء على الطريق الصحيح نحو التعافي وتجنب الانتكاسات المحتملة.
تجنب الطرق التي تؤدي الي الانتكاس
المواقف العالية الخطورة في الحياة يمكن أن تؤدي إلى الانتكاس للمدمن المتعافي إذا لم يتم التعامل معها بحذر. تشمل هذه المواقف المزاج السلبي مثل الاكتئاب والغضب والقلق والملل، حيث يمكن أن يكون لهذه العواطف تأثير كبير على الرغبة في العودة إلى سلوكيات الإدمان. كما يمكن أن يسهم ضغط الأقران وتعاملهم مع الأصدقاء الذين اعتاد المدمن التعاطي معهم في الماضي في زيادة احتمالية الانتكاس بشكل كبير.
تشير الإحصائيات إلى أن المزاج السلبي يسهم بنسبة 35% في عودة المدمنين إلى التعاطي، بينما يمثل ضغط الأقران نسبة 20%، وتأتي الصراعات الداخلية مثل الضغوط والالتزامات وصراعات المنزل والعمل في المرتبة الثالثة بنسبة 16%. لذا، يجب على المدمن المتعافي أن يكون حذرًا ويتعامل بحكمة مع هذه المواقف، ويبحث عن الدعم والمساعدة عند الحاجة لتجنب الانتكاسات والبقاء على الطريق الصحيح نحو التعافي.
الاضطرابات النفسية والعلاج السلوكي
تفاقم الصمت حيال الانتكاس لدى المدمن المتعافي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات نفسية، وفي هذه الحالة يصبح من الضروري تشخيص المريض بشكل مزدوج، حيث يتطلب الأمر علاج الإدمان على المخدرات بجانب العلاج النفسي. برنامج العلاج المعرفي السلوكي يعتبر أحد العلاجات الفعّالة في هذا السياق، حيث يهدف إلى تغيير المفاهيم والأفكار الخاطئة التي يعاني منها المدمن المتعافي.
يتم تطبيق البرنامج بفعالية من قبل الفريق الطبي المتخصص داخل مؤسسة البيت الآمن، حيث يتضمن فحصًا شاملاً للتفاصيل الدقيقة في عقل المدمن المتعافي، وتصحيح وتعديل الأفكار والمفاهيم الخاطئة، وذلك من خلال عملية “إعادة ضبط المصنع”. الهدف الرئيسي هو استعادة الثقة بالنفس وتنمية المهارات والقدرات التي تساعد المريض في التغلب على الضغوط والسلبية التي قد نشأت خلال فترة الانتكاس.
يُشجع أيضًا على اتخاذ القرارات المناسبة للتحكم في الحياة والتقليل من التعرض للضغوط والمخاطر، وتفعيل الأدوات والآليات الصحيحة لمنع العودة إلى السلوكيات الإدمانية الخطيرة. وتقدم مؤسسة البيت الآمن للطب النفسي وعلاج الإدمان دعمًا ومساعدة للمريض في هذا المسار، مع التزامها الثابت بمعالجة المرضى كأحد أفراد العائلة ودعمهم في تحقيق هدفهم في التعافي. وتذكر شعارنا الدائم،، لن نتخلى عنك حتى لو تخليت انت عن نفسك.